السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. يأتي رمضان.. شهر الصيام .. كتغيير في النظام الغذائي العام لمعظم الناس.. فهو شهر صيام بعد فترة طويلة يقل فيها الصيام،
واعتدنا في الشهر الكريم أن نخصه بما لذ وطاب من الأطعمة والأشربه..وأصبح ذلك يؤدي إلى نتيجة عكسية في أحوال كثيرة،بسبب الإفراط في تناولها، وقلة الوعي الصحي لدينا في هذا الشهر الكريم..
لذلك سأطرح هنا عددا من النقاط التي يجب مراعاتها أثناء هذا الشهر الكريم للمحافظة على صحتنا..
-1صيام رمضان يشكل فرصة ممتازة لإراحة المعدة وتطهير الجسم، فلا تحول هذه الفرصة إلى مشكلة لمعدتك وجسمك..
-2 شرب السوائل مهم جدا لتعويض الجسم عن ما فقده خلال فترة الصيام خصوصًا في الجو الحار..
3- يفضل تجنب شرب المنبهات كالشاي والقهوة في الأوقات المتأخرة من الليل، وذلك لكونها مدرّة للبول، وسيفقدك ذلك الكثير
من السوائل التي أنت بحاجة إليها خلال صومك..
-4 عند الإفطار اتبع سنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بإفطارك على الرّطب أو التمر.. فهو سهل الهضم والامتصاص كونه
يحتوي على سكريات بسيطة.. فيعوض الجسم بشكل سريع ويعطيك إحساسًا - ولو كان بسيطا - بالشبع..
-5 اجعل وجبة إفطارك وجبة متنوعة متكاملة.. وتجنب الإسراف في تناول الطعام.. فإن هذا يتعب معدتك ، وقد يؤدي بك إلى عسر في الهضم..
-6 حاول أن تفصل في الوقت بين الوجبة الأساسية وتناول الحلويات أو أي أكلات إضافية أخرى.. لتعطي الفرصة لمعدتك لتقوم بهضم ما فيها..
-7 اتبع تعليمات النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ( حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة.. فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه )
-8 حاول تجنب القلي قدر الامكان، واعتمد بشكل أكبر على الأطعمة المشوية أو المطهية بغير القلي..
-9 يفضل أن لا تنشغل بمشاهدة التلفاز أثناء تناولك للإفطار.. فإن ذلك يجعلك تلتهم كميات كبيرة من الطعام دون أن تشعر..
-10 مرضى الأمراض المزمنة يجب عليهم استشارة الطبيب لتحديد نظامهم الغذائي في رمضان، ومعرفة نظام العلاج المتبع فيه.
وخاصة مرضى السكري.. وبالذات المعتمدين على الإنسولين.. لأن الصيام وتأخر العلاج قد يؤثر على صحتهم.
-11 لهؤلاء الذين يرغبون بتنفيذ حمية للتخسيس في رمضان.. ليعلموا أنها أفضل الفرص لذلك.. وليبدؤوا بتنفيذها، وليحرصوا على أن يبدأوا
طعامهم دائما بالسلطات والأصناف الأقل في السعرات الحرارية لإعطائهم الشعور بالشبع..
-12 احرص على صلاة التراويح كل ليلة.. فلها دور هام في تحسين صحتك معنويا وجسديا..
واضيف لكم ايضآ:-
-1عجل بالإفطار:
- فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتعجيل بالإفطار فقال : " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " متفق عليه.
- ووراء ذلك فوائد طبية وآثار صحية ونفسية هامة للصائمين . فالصائم في أمس الحاجة إلى ما يذهب شعور الظمأ والجوع . والتأخير في الإفطار يزيد انخفاض سكر الدم ويؤدي إلى الشعور بالهبوط العام، وهو تعذيب نفسي تأباه الشريعة السمحاء.
-2 افطر على رطبات أو بضع تمرات وماء:
- ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر ، فإنه بركة ، فإن لم يجد تمرا فالماء ، فإنه طهور
- وقد اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأطعمة دون سواها لفوائدها الصحية الجمة ، وليس فقط لتوفرها في بيئته الصحراوية .
- فالصائم يكون بحاجة إلى مصدر سكري سريع الهضم ، يدفع عنه الجوع ، مثلما يكون في حاجة إلى الماء . وأسرع المواد الغذائية امتصاصا المواد التي تحتوي على سكريات أحادية أو ثنائية . ولن تجد أفضل مما جاءت به السنة المطهرة ، حينما يفتتح الصائم إفطاره بالرطب والماء.
-3 افطر على مرحلتين:
- فمن سنن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يعجل فطره ، ويعجل صلاة المغرب ، حيث كان يقدمها على إكمال طعام فطره. وفي ذلك حكمة بالغة فدخول كمية بسيطة من الطعام للمعدة ثم تركها فترة دون إدخال طعام آخر عليها يعد منبها بسيطا للمعدة والأمعاء . ويزيل في الوقت نفسه الشعور بالنهم والشراهة.
-4 تجنب الإفراط في الطعام:
- والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: " ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة فاعلا ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه " رواه الترمذي .
- وتناول كميات كبيرة من الطعام يؤدي إلى انتفاخ المعدة ، وحدوث تلبك معدي ومعوي ، وعسر في الهضم ، يتظاهر بحس الانتفاخ والألم تحت الضلوع ، وغازات في البطن ، وتراخ في الحركة .هذا إضافة إلى الشعور بالخمول والكسل والنعاس ، حيث يتجه قسم كبير من الدم إلى الجهاز الهضمي لإتمام عملية الهضم ، على حساب كمية الدم الواردة إلى أعضاء حيوية في الجسم وأهمها المخ.
-5 تجنب النوم بعد الإفطار:
- فالإفراط في الطعام كما ذكرنا يبعث على الكسل والخمول ويدفع الصائم إلى النوم بعد الإفطار ، مما يحرم المريض من صلاة العشاء والتروايح.
-6 لا تدخن في رمضان وفي غير رمضان:
- فالتدخين مصيبة تصيب المدخنين ، وقد أفتى كثير من العلماء بتحريم التدخين ، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول : " لا ضرر ولا ضرار " . رواه أحمد.
- وفي رمضان فرصة للتوقف عن التدخين والإقلاع عنه إلى غير رجعة.
-7 تسحروا فإن في السحور بركة:
- فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسحور في حديثه المشهور : " تسحروا فإن في السحور بركة " . متفق عليه.
- ولا شك أن وجبة السحور - وإن قلت - مفيدة في منع حدوث الصداع أو الإعياء أثناء النهار ، كما تمنع الشعور بالعطش الشديد.
- وحث رسول الله صلى الله عليه وسلم على تأخير السحور : " ما تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور " رواه البخاري ومسلم .
- وينصح أن تحتوي وجبة السحور على أطعمة سهلة الهضم كاللبن الزبادي والخبز والعسل والفواكه وغيرها.
- وفي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم " متفق عليه.
-8 حافظ على السواك في رمضان:
- فقد روى البخاري في صحيحه عن عامر بن ربيعة قال : " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستاك ، وهو صائم ما لا أحصي ولا أعد ".
- وفي السواك فوائد عديدة لسلامة اللثة والأسنان ، وقد أثبت العلم الحديث أن هناك ثمان مواد كيميائية في السواك ، تعمل في تبييض الأسنان وتقوية اللثة ومحاربة الجراثيم والحفاظ على رائحة زكية في الفم.
-9 الزم صلاة التراويح:
- فمن فوائد الصلاة الصحية أنها مجهود بدني بسيط منتظم الإيقاع ، وبخاصة حركات الركوع والسجود. فإن المصلي يضغط على المعدة والأمعاء ، فيحدث تنشيط لحركاتهما ، وتسريع لعملية الهضم ، فينام المسلم بعدها بعيدا عن الإحساس بالتخمة وعسر الهضم . وفي وضوء المسلم وصلاته في جو رمضان شعور خاص براحة القلب ، وسكينة النفس ، والبعد عن القلق والتوتر العصبي . وفي ذلك شفاء للأمراض الباطنية الناجمة عن أسباب نفسية.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " للصائم فرحتان : فرحة حين يفطر ، وفرحة حين يلقى ربه " رواه الترمذي.
-10 أنجز عملك بإتقان:
- فالبعض يشعر بالكسل والتواني أثناء النهار بحجة الصيام . والحقيقة أن الصائم يستطيع بقليل من الصبر إنجاز عمله في رمضان على أحسن وجه.
- ومما يروى في تراثنا الأدبي أن أحد الحدادين كان يعمل في ظهيرة يوم حار من أيام شهر رمضان ، وكان جبينه يتصبب عرقا فقيل له : كيف تتمكن من الصوم والحر شديد ، والعمل مضني ؟
فأجاب : من يدرك قدر من يسأله ، يهون عليه ما يبذله.
-11 اسأل الله العافية:
- فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى . ومهما قاسى الصائم من الجوع والعطش أو الصداع ، فإن أجر ذلك عند الله غير محدود ، وتذكر يا أخي أن هناك مرضى يتحسرون على أيام رمضان تمر عليهم وهم لا يستطيعون صومها بسبب العجز أو المرض .
- وما أجمل الموقف الذي وقفه ذلك الأعرابي أمام الحجاج في تلك القصة الرائعة . فقد خرج الحجاج ذات يوم قائظ فأحضر له الغذاء فقال : اطلبوا من يتغذى معنا ، فطلبوا فلم يجدوا إلا أعرابيا ، فأتوا به فدار بين الحجاج والأعرابي هذا الحوار .
الحجاج : هلم أيها الأعرابي لنتناول طعام الغذاء .
الأعرابي : قد دعاني من هو أكرم منك فأجبته .
الحجاج : من هو ؟
الأعرابي : الله تبارك وتعالى دعاني إلى الصيام فأنا صائم .
الحجاج : أصوم في مثل هذا اليوم على حره ?
الأعرابي : صمت ليوم أشد منه حرا.
الحجاج : أفطر اليوم وصم غدا.
الأعرابي : أو يضمن الأمير أن أعيش إلى الغد ?
الحجاج : ليس ذلك إلي ، فعلم ذلك عند الله.
الأعرابي : فكيف تسألني عاجلا بآجل ليس إليه من سبيل.
الحجاج : إنه طعام طيب.
الأعرابي : والله ما طيبه خبازك وطباخك ولكن طيبته العافية .
الحجاج : بالله ما رأيت مثل هذا . جزاك الله خيرا أيها الأعرابي.
وأمر له بجائزة.
ختاما.. أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.. وأن يجعلنا ممن يصوم رمضان ويقومه إيمانا واحتسابا
مع خالص حبي و تحياتي للجميع